ضريح عبدالبهاء – أخبار سارة جديدة

بهائي نيوز– تتواصل أعمال بناء ضريح عبد البهاء، الشخصية المحورية في العقيدة البهائية، محققةً إنجازات كبيرة ضمن مشروع يمثل معلماً روحياً وهندسياً فريداً. يقع هذا الصرح الطموح في الأراضي المقدسة، ويُعد تجسيداً مرئياً لدعوة الوحدة والوئام التي دأبت العقيدة البهائية على ترسيخها. وقد شهد المشروع مؤخراً تقدماً لافتاً تمثل في البدء بتركيب الرخام في الساحة المركزية، وهي خطوة محورية تُشير إلى اقتراب المبنى من شكله النهائي، وتُبرز دقة التفاصيل التي يتم إيلاؤها لهذا الصرح المقدس.

مراحل متقدمة وعودة إلى الجذور

تتقدم الأعمال بوتيرة ثابتة عبر مختلف أقسام موقع الضريح. لم يقتصر العمل على الهيكل الأساسي، بل امتد ليشمل محيطه الطبيعي وخدماته الداعمة. من أبرز هذه الإنجازات هو اكتمال المسار التاريخي المؤدي إلى حديقة الرضوان، وهو طريق قديم يعود وجوده إلى زمن عبد البهاء نفسه. هذا المسار، الذي اكتملت أعمال تجديده، قد أُعيد فتحه الآن أمام الزوار والحجاج، مما يتيح لهم فرصة للتأمل والسير على خطى تاريخية عريقة.

للاشتراك مجانا ومشاهدة كل الفيديوهات البهائية اضغط هناTo subscribe for free and watch all Baha'i videos, click here

بالتوازي مع ذلك، تتواصل أعمال تنسيق الحدائق في عدة مناطق حول الضريح، في مسعى لخلق بيئة طبيعية هادئة وملهمة تُكمل الجمال المعماري للمبنى. كما يقترب مركز زوار عكا من الاكتمال، وهو مرفق حيوي سيقدم خدمات للملايين الذين سيأتون لزيارة الضريح من شتى أنحاء العالم.

إصرار يتجاوز التحديات: شهادة مدير المشروع

في حوار مع وكالة الأنباء العالمية للبهائيين، قدم المهندس خسرو رضائي، مدير المشروع، نظرة عميقة على مسيرة البناء. أوضح رضائي أن “بناء ضريح عبد البهاء قد استمر بوتيرة ثابتة منذ بدايته. لقد واجهنا العديد من التحديات، بعضها ناجم عن ظروف العالم… لكن العمل لم يتوقف قط. لقد عملنا ليلاً ونهاراً على مدى السنوات الست الماضية.”

يعكس هذا التصريح مرونة المشروع وقدرته على التكيف مع العقبات غير المتوقعة، سواء كانت لوجستية أو عالمية. وأضاف رضائي شارحاً كيف تمكن الفريق من تجاوز هذه التحديات: “عندما كان هناك نقص في العمال، ركزنا الموارد على منطقة واحدة لإحراز تقدم، ثم نقلنا الاهتمام إلى أجزاء أخرى… لقد وجدنا فرصاً للإبداع والتأكد من أن العمل لم يتوقف أبداً.” يُبرز هذا النهج حكمة في إدارة الموارد والتزاماً لا يتزعزع بتحقيق الهدف المنشود، حتى في أصعب الظروف.

وحدة التنوع: فريق عمل يجسد رؤية الضريح

ربما يكون أحد الجوانب الأكثر إلهاماً في مشروع بناء الضريح هو الروح التي يتميز بها فريق العمل. شرح رضائي أن التقدم المحرز كان بفضل جهود فريق متنوع يضم أفراداً من خلفيات وأديان مختلفة، بمن فيهم يهود ومسيحيون ومسلمون ودروز. لقد عمل هؤلاء معاً في تناغم ووئام، متحدين تحت سقف واحد.

يعكس هذا التنوع والانسجام جوهر الرسالة البهائية حول وحدة الإنسانية. وقال رضائي: “لقد اجتمع الجميع تحت سقف واحد، يعملون بتناغم ويخلقون بيئة لا تمكّنهم فقط في علاقاتهم، بل خلقت رؤية موحدة، وهي الضريح نفسه.” هذه الشهادة تُجسد كيف أن عملية البناء ذاتها أصبحت مثالاً حياً للمبادئ التي يمثلها الضريح، حيث يتجمع أفراد من مختلف الثقافات والمعتقدات لتحقيق هدف مشترك يخدم البشرية جمعاء.

تاريخ بناء الضريح: من البداية إلى الإنجاز

لم يكن قرار بناء ضريح لعبد البهاء قراراً وليد اللحظة، بل جاء تتويجاً لتطورات تاريخية وروحية. بعد وفاة عبد البهاء في عام 1921، دُفن جثمانه بشكل مؤقت في إحدى غرف ضريح الباب في حيفا. ومع مرور العقود، تزايدت الحاجة إلى إقامة ضريح مستقل يليق بمكانته الروحية كمركز لعهد بهاء الله والنموذج الأمثل لتعاليمه.

أُعلن عن قرار بناء الضريح بشكل رسمي من قبل بيت العدل الأعظم، الهيئة الإدارية العليا للعقيدة البهائية، في عام 2019. وقد تولى المهندس المعماري البارز حسين أمانت (Hossein Amanat)، المعروف بتصميمه لعدة مبانٍ بهائية عالمية، مهمة تصميم هذا الصرح. بدأ العمل على الأرض في نفس العام (2019) في قطعة أرض مجاورة لحديقة الرضوان التاريخية، بين عكا وحيفا. ومنذ ذلك الحين، استمرت أعمال البناء بخطى ثابتة، متحدية الظروف العالمية المختلفة، لتتحول الرؤية المعمارية إلى حقيقة مادية تُعد محطة حج وتأمل للبهائيين من كل أصقاع العالم.

من هو عبد البهاء؟

عبد البهاء (الاسم الأصلي: عباس أفندي) وُلد عام 1844 في طهران، إيران، وهو الابن الأكبر لبهاء الله، مؤسس العقيدة البهائية. يُعرف عبد البهاء في العقيدة البهائية بـ “مركز العهد” و”النموذج الكامل”، حيث عينه بهاء الله خلفاً له ومفسراً موثوقاً لتعاليمه، وذلك بموجب “كتاب عهدي”.

كرس عبد البهاء حياته لخدمة مبادئ والده ونشرها، وتحمل سنوات طويلة من السجن والنفي معه ومع أسرته، بدءاً من إيران وصولاً إلى عكا (عكا) في فلسطين العثمانية. وبعد إطلاق سراحه من السجن في عام 1908، شرع في رحلات واسعة النطاق إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث ألقى محاضرات في الكنائس والجامعات والجمعيات، مُروجاً لمبادئ العقيدة البهائية مثل:

  • وحدة الله.
  • وحدة الأديان.
  • وحدة الجنس البشري.
  • المساواة بين الرجل والمرأة.
  • العدالة الاقتصادية والاجتماعية.
  • التعليم العام.
  • السلام العالمي من خلال حكومة عالمية.

كانت حياته مثالاً حياً على ما دعا إليه بهاء الله، حيث جسد التواضع، المحبة، الخدمة، والالتزام بمبادئ الوحدة الإنسانية. توفي عبد البهاء في حيفا عام 1921، ويُعد ضريحه الجديد تجسيداً لحياته وتراثه الروحي الذي لا يزال يُلهم الملايين حول العالم….المزيد


كاتبة المقال
نور البيان
صحفية ومترجم
ABN Bahá’í News مؤسسة بهائي نيوز
للتواصل    nour@abnnews.net

lلموضوعات الأكثر بحثا ً
هيومن رايتس: اضطهاد وتمييز ضد البهائية في هذا البلد العربي

البهائية في لبنان

حكم بالسجن 25 عامًا على إمرأة بهائية

إشراقة معبد بهائي جديد تضيء آفاق الوحدة العالمية
إعادة تصور التعاون العالمي من وجهة نظر بهائية

ضريح عبد البهاء, العقيدة البهائية, بناء الضريح, الأراضي المقدسة, حديقة الرضوان, خسرو رضائي, وحدة الأديان, بيت العدل الأعظم, حسين أمانت, بهاء الله, مركز العهد, عكا, حيفا, التنوع والوئام, مسيرة البناء, معلم روحي, السلام العالمي, Shrine of ‘Abdu’l-Bahá, Baháʼí Faith, Construction.

شاهد الفيديو  https://www.youtube.com/watch?v=MicPbpxjDTs    

اذا اردت الانضمام لكتاب هذا الموقع إرسل لنا رسالة عبر editor@abnnews.net If you wish to join this website's writers, send us a message via editor@abnnews.net

 Si vous souhaitez rejoindre les rédacteurs de ce site, envoyez-nous un message via editor@abnnews.net

 اگر مایلید به نویسندگان این وب‌سایت بپیوندید، پیامی به ما از طریق editor@abnnews.net ارسال کنید.

Si deseas unirte a los escritores de este sitio web, envíanos un mensaje a través de editor@abnnews.net

 

للتواصل : info@abnnews.net

Scroll to Top