عاجل – حملة قمع جديدة تستهدف البهائيين في إيران

بهائي نيوز – تُواصل السلطات الإيرانية تصعيد حملتها الممنهجة ضد الأقلية البهائية في البلاد، حيث شهدت مدينة كرج مؤخرًا عملية اقتحام وتفتيش واسعة لمنازل أربعة مواطنين بهائيين: سامان زائر، سهيل روحاني ‌فرد، ميلاد محمدي، ونصرت محمدي. هذا الإجراء، الذي تم تنفيذه ، يمثل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الضغوط والانتهاكات التي يتعرض لها البهائيون في إيران.

تفاصيل الاقتحام والمصادرة: تكتيكات الترهيب والسرقة

تفيد التقارير الواردة بأن عملية التفتيش تمت بطريقة تهدف إلى ترهيب السكان. فوفقًا لمصدر مقرب من العائلات، اقتحم خمسة رجال من قوات الأمن وامرأة واحدة منازل زائر ومحمدي بعد كسر الأقفال الرئيسية. كان أفراد القوات يرتدون أقنعة لإخفاء وجوههم، وقاموا بتوثيق العملية بالفيديو، مما خلق “جوًا من الرعب والخوف”، وأجروا تفتيشًا جسديًا للأشخاص المتواجدين في المنازل.

الأكثر إثارة للقلق هو ما صاحب هذه الافتحمات من مصادرة لممتلكات شخصية ذات قيمة كبيرة. شملت المضبوطات الذهب والمجوهرات، بالإضافة إلى أجهزة حاسوب محمولة، أقراص تخزين صلبة، هواتف محمولة، وعدد من الأعمال والمطبوعات المرتبطة بالديانة البهائية. هذا النمط من المصادرة يشير إلى محاولة السلطات حرمان البهائيين ليس فقط من حريتهم الدينية، بل أيضًا من موارد رزقهم وممتلكاتهم الشخصية، وربما استخدام الأجهزة الإلكترونية المصادرة لجمع معلومات ضدهم.

امتداد الحملة: موجة تفتيش واسعة النطاق

 القوات تسببت في إتلاف ممتلكات شخصية خلال عمليات التفتيش، مما يزيد من الأضرار التي تلحق بالعائلات. كما أن هذه الحوادث في كرج تأتي ضمن موجة أوسع من تفتيش منازل البهائيين في مدن إيرانية مختلفة خلال الأسابيع الماضية.

من الأمثلة الأخرى على هذه الحملة:

• اقتحام منزل آرمان بهرامي، وهو مواطن بهائي يقيم في أصفهان، وتفتيشه من قبل عناصر من وزارة الاستخبارات، وتسليمه أمر استدعاء له ولوالدته إلهام سيادت.
• تفتيش منازل ستة مواطنين بهائيين في يزد و مواطن بهائي واحد في شيراز، ومصادرة بعض ممتلكاتهم الشخصية.

هذا التكرار المنهجي لتفتيش المنازل ومصادرة الممتلكات الشخصية ليس جديدًا، بل هو تكتيك متواتر تُمارسه السلطات الإيرانية ضد البهائيين على مدى العقود الأربعة الماضية.

الاضطهاد الممنهج للبهائيين في إيران: تاريخ من الانتهاكات

يُشكل البهائيون أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران، ويقدر عددهم غير الرسمي بأكثر من 300 ألف مواطن. ومع ذلك، لا يعترف دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا بالإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية كأديان رسمية، مستبعدًا البهائية من أي حماية أو حقوق. هذا التجريم الدستوري يفتح الباب واسعًا أمام اضطهاد منهجي ومستمر منذ ثورة 1979.

تاريخيًا، تعرض البهائيون في إيران لحملات قمع واسعة النطاق شملت:

• الإعدامات: في السنوات الأولى بعد الثورة، تم إعدام المئات من البهائيين، بما في ذلك أعضاء المؤسسات الإدارية للمجتمع البهائي.
• السجن والاعتقال: يُعتقل ويُسجن البهائيون بشكل روتيني بتهم ملفقة تتعلق بالأمن القومي أو الدعاية ضد النظام.
• الحرمان من التعليم والعمل: يُمنع البهائيون من الالتحاق بالجامعات، ويُطردون من وظائفهم الحكومية، ويُحظر عليهم ممارسة العديد من المهن. تُغلق محالهم التجارية وتُصادر ممتلكاتهم بشكل منهجي.
• تدمير المقابر والأماكن المقدسة: تم تدمير العديد من المقابر البهائية والأماكن المقدسة، مما يمثل انتهاكًا صارخًا للحرية الدينية.
• المراقبة والمضايقة: يخضع البهائيون لمراقبة مستمرة، وتُقتحم منازلهم بشكل متكرر، وتُصادر متعلقاتهم الشخصية، ويُحرمون من أبسط حقوق المواطنة.
• حملات التشويه الإعلامي: تُشن حملات إعلامية حكومية ضدهم تهدف إلى شيطنتهم وتبرير الاضطهاد.

تُشير الزيادة الملحوظة في الضغوط خلال العام الماضي إلى تصاعد جديد في هذه الحملة القمعية. تُشكل هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان تحديًا كبيرًا للمجتمع الدولي، الذي يُطالب بإنهاء الاضطهاد الممنهج للبهائيين في إيران وضمان حقوقهم الأساسية كمواطنين. هذه الأحداث الأخيرة في كرج وغيرها من المدن هي تذكير مؤلم بالوضع الهش الذي يعيشه البهائيون في بلادهم….المزيد